السياح الاسرائيليون يهربون من هضبة الجولان طلبا للسلامة.. فهل بدأت عملية تسخين هذه الجبهة فعليا؟ وهل الصاروخان اللذان سقطا بدايتها؟ وماذا عن انتقام حزب الله؟

السياح الاسرائيليون يهربون من هضبة الجولان طلبا للسلامة.. فهل بدأت عملية تسخين هذه الجبهة فعليا؟ وهل الصاروخان اللذان سقطا بدايتها؟ وماذا عن انتقام حزب الله؟

انتقام “حزب الله” لاستشهاد ستة من عناصره بينهم الشهيد جهاد مغنية لم يحدث بعد، ويمكن ان نفاجأ في اي لحظة بتنفيذه في اي مكان، لكن تسخين جبهة الجولان قد بدأ وبوتيرة متسارعة، ودون انتظار هذا الانتقام، مما يؤشر الى مقدم ايام عصيبة للاسرائيليين.

بيتر ليرنر المتحدث الرسمي باسم الجيش الاسرائيلي اعلن على حسابه على التويتر ان صاروخين سقطا على مرتفعات الجولان المحتلة، مما احدث ارتباكا في اوساط المستوطنين والسياح معا، حيث اطلقت صافرات الانظار عويلها، ولجأ اسرائيليون الى الملاجيء، مثلما تم اغلاق الطرق واماكن التزلج في جبل الشيخ، المكان المفضل للسياح.

الصاروخان، وايا كانت الجهة التي تقف خلف اطلاقهما تريد ارسال رسالة قوية الى قوات الاحتلال تتلخص في بضعة كلمات: ايام الامن والاستقرار في الجولان المحتل ذهبت الى غير رجعة، وعليكم الاستعداد لما هو اسوأ.

ما زالت الجهة التي اطلقت الصاروخين غير معروفة، ولكن المؤكد انها ليست وحدات الجيش السوري الحر التي ترابط في الجانب الآخر من الحدود داخل الاراضي السورية، فمن غير المنطقي ان يطلق هؤلاء الذين يرسلون جرحاهم الى المستشفيات الاسرائيلية لتلقي العلاج، ويحظون بزيارة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي ومباركته لهم، واشادته بشجعاتهم، ويقيم لهم عيادات خاصة متحركة قرب مواقعهم، من غير المنطقي ان يطلق هؤلاء صواريخ على اصدقائهم الجدد.

قافلة السيارات التي قصفتها الطائرات الاسرائيلية في القنيطرة وكانت تضم ستة ايرانيين بينهم جنرال الى جانب شهداء حزب الله الستة، لم تكن في جولة سياحية، وانما مهمة تفقدية للمنطقة للاعداد لمرحلة جديدة من المقاومة، تنطلق من الاراضي السورية وباتجاه الجولان المحتل بالتوازي مع جبهة الجنوب اللبناني وبالتكامل معها.

اطلاق صواريخ لا يمكن ان يكون عملا عشوائيا او فرديا، وانما في اطار خطة مدروسة، ايا كانت الجهة التي اقدمت على هذا العمل الخطير، لان اسرائيل سترد حتما، ليس بإطلاق قذائف مدفعية على الجهة التي انطلقت منها الصواريخ فقط، وانما بإرسال طائرات لضرب العمق السوري.

اسرائيل تعودت ان تضرب في سورية وهي مطمئنة الى عدم الرد، ربما لعدم وجود الاسلحة المناسبة للتصدي لطائراتها، او لعدم الانجرار الى حرب في توقيت غير مناسب، لكن يبدو ان قواعد اللعبة في طريقها للتغير، جزئيا او كليا، وان احتمالات الرد باتت واردة اكثر من اي وقت مضى.

جبهة الجولان التي ظلت هادئة ومنضبطة منذ حرب اكتوبرعام 1973 تقف على اعتاب حرب ساخنة، ولان هناك من يريد فتحها امام المقاومة، وهذا، اذا حدث ويبدو انه سيحدث، سيكون اكبر كابوس بالنسبة الى دولة الاحتلال.

اكثر ما تخشاه الحكومات الاسرائيلية هو الفوضى المسلحة على حدود دولة احتلالها، وتحول منطقة القنيطرة، والشق السوري من الجولان المحتل تحديدا، يذكرنا بالمقاومة التي انطلقت في جنوب لبنان في السبعينات والثمانينات، بشقيها الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير واللبناني برعاية حزب الله، والتفاصيل معروفة وليس هناك داع لتكرارها.

فعندما ترسل القيادة الاسرائيلية رسائل الى موسكو تطالبها بالتوسط لدى “حزب الله” للتهدئة وتجنب الرد الانتقامي، والتأكيد بأنها لم تعرف هوية الشهداء الذين كانوا في القافلة التي قصفتها طائراتها، فإن هذا يعني ان الزمن يتغير، وان الطرف الذي كان يرهب المنطقة (اسرائيل) بات هو الطرف المرعوب، وسبحان مغير الاحوال.

 نقلا عن راي اليوم